السبت، 27 يوليو 2013

مصر ترتدى الثوب الأسود

تقريبا حصيلة القتلى منذ 30 يونية و حتى الآن أقتربت من ال 400 قتيل بين مؤيدين و معارضين و جنود و شرطة و كل طرف أدخل قتلاه الجنة و بقيت مصر وحدها تعيش فى النار
طالب السيسى المصريين بالخروج لتفويضه فى التصدى للعنف و الأرهاب فى الشارع و تعهد الجيش و الشرطة بحماية من سيخرجون لتفويض السيسى و لكن هذا لم يحدث وأحداث القائد أبراهيم بالأسكندرية خير دليل على ذلك فمؤيدى السيسى و مؤيدى مرسى كلاهما أجمع على أن الشرطة و الجيش أنسحبا و تركوهما فى مواجهة بعضهما البعض فكانت الحصيلة قتلى من الجانبين و أتهامات بالتعذيب و الأحتجاز من الجانبين و لست بصدد ترجيح رواية أيا منهما و لكن الشاهد الذى يهمنى هو الأجماع على أنسحاب الشرطة و الجيش من المواجهة و ما أنا متأكد منه هو أن التحقيقات لن تطرق لهذا الأنسحاب و لن يحاسب عليه الجيش أو الشرطة
أحداث النصب التذكارى أيضا بعيدا عمن أخطأ أو من المسئول عنها فالشرطة مسئوليتها هى مواجهة الخارجين على القانون و ليس أصطحاب أهالى للهجوم على المعتصمين و كان أولى بالشرطة أعادة الأهالى إلى بيوتهم و أن تتعامل هى مع أسلحة المعتصمين إن وجدت لا أن تترك الأهالى و المعتصمين يشتبكوا و فى النهاية الجميع يحمل السلاح و مصر هى من تنزف من دمائها
أعداد القتلى فى أحداث المنصة لا يوجد تعداد يعتمد عليه حتى الآن و لكن المؤكد من شهادات شهود العيان بالمشرحة و المستشفيات أن الأعداد كبيرة جدا حتى أنه من كثرتها تترك الجثث بالمستشفيات حتى يتم أفراغ أماكن لهم بالمشرحة و المؤكد أنهم جميعا مصريين منهم المعارض و منهم المؤيد (التقديرات الأولية 7 من الأهالى مؤيدين السيسى و ما بين 70 إلى 120 على أختلاف الروايات من مؤيدى مرسى ) فلا سبيل للشماتة فى الموت فلو كنت مؤيدا للسيسى فهناك مؤيدين له ماتوا أحزن عليهم و لو كنت من مؤيدى مرسى فهناك مؤيدين لمرسى ماتوا أحزن عليهم و لو كنت من مؤيدى مصر فهناك مصريين ماتوا
 الدماء التي تسيل في رقاب الجميع مع تفاوت في حجم مسؤولية كل طرف,, كل من كان بإمكانه حقن الدماء بأي شكل ولم يفعل شريك لمن سفكه
سيناء الوحيدة فى مصر التى تكاد ان يكون هناك أجماعا على وجود ارهاب منظم بها لم تخرج لتفويض السيسى لمواجهة العنف و الأرهاب و لم يؤيده من سيناء  إلا مشايخ عينهم أمن دولة العادلى على مائدة أفطار فاخرة و هذه أزمة أخرى نعيشها يتغاضى الجميع الطرف عنها
يجب ان نعترف جميعا أننا نعيش أزمة تهدد السلم الأجتماعى فى مصر بعيدا عن المزايدات من الطرفين و أستمرار هذه الأزمة يستنزف مصر بالفعل و يدخلها فى نفق مظلم المواجهات التى تحدث فى سيناء حتى الآن لا يفهم أحد كنهها بين جيش يؤكد على تواجده وواقع يؤكد على العكس فماذا يحدث هناك لا أحد يفهم و لا أحد يستطيع الأجابة و لا أحد يفهم طبيعة المؤامرة على مصر التى تدار هناك
أحداث الأمس زادت الأمور غموضا و توترا فالمفترض أن الشعب الذى أراده السيسى أن يخرج  لتفويضه قد خرج و فعلها فأين السيسى الآن مما يحدث على الأرض , كان المتوقع بعد تفويض السيسى أن نرى قرارات منه لحل الأزمة و لكن حتى المتحدث الرسمى للقوات المسلحة أكتفى بكلمة شكرا و هى لا تجعلنا نرى ما يحدث فى الغرف المغلقة اضافة إلى ان أحداث العنف التى وقعت زادت من حدة الأنقسام
و على فكرة و بدون أى مزايدات أأقروا التاريخ التعامل الأمنى القمعى حتى مع الأرهاب بيزود الأرهاب مش بيقلله
كل هذا يحتاج إلى تدخل سريع من العقلاء إن وجدوا ليخرجوا لنا بمبادرة تحقق الحد الأدنى من الهدوء فى الشارع و تبعدنا عن الحل الأمنى لأن فيه خسارة للجميع و لا يضمن حتى تماسك المؤسسات الأمنية مع سيل الدماء اليومى
المبادرة يجب أن تضمن
1-  وقف الحشد الجماهيرى من الجانبين
2- عدالة أنتقالية تضمن محاكمة كل من أجرم منذ يناير 2011 حتى الآن
3- حظر النشر الأعلامى فى جميع القضايا المنظورة أمام القضاء
4- ممثلين لمنظمات المجتمع المدنى (الغير مخترقة أمنيا ) فى جميع التحقيقات
5- عدم الأقصاء لأى تيار أو فصيل سياسى
6- آلية تعديل الدستور و الأنتخابات البرلمانية و الرئاسية المبكرة
7- ميثاق شرف بين جميع التيارات و القوى السياسية و المدنية تشرف عليه لجنة من سخصيات تحظى بالحد الأدنى من ثقة الجميع
لو سمحتم محدش يتناقش معايا غير اللى عاوز حل يخرج مصر من الأزمة مش اللى عاوز حل يرضيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق