الأحد، 27 فبراير 2011

أنا المصرى

من أهم أنجازات ثورة 25 يناير أنها كالأكسجين الذى أعاد الحياة إلى الأنسان المصرى فقد أخرجت هذه الثورة أجمل ما فينا كمصريين و قد كانت هذه الثورة كدش المياه البارد الذى أفاق كل المصريين من ثباتهم و ما نراه اليوم من ختلاف فى الأراء على ساحة الرأى المصرية هو ليس بالسلبية بل يعتبر مؤشرا أيجابيا على بداية تكون وعيا سياسيا مصريا خالصا بعيدا عن التبعيات الفكرية مستقلا بذاته.
قبل أن تبدأ ثورتنا لم نكن نتخيل أو نحلم بهذا الفوقان المصرى العام فقبل هذا الثورة كان الشعب المصرى منقسما إلى ثلاث مجموعات
1) مجموعة منتفعة من النظام السابق و كانت هذه المجموعة وظيفتها الحفاظ على الفساد القائم على البلاد و فى سبيل هذا أرتكبو فى حق مصر أبشع الجرائم سواء بالتغييب الأعلامى للشعب عن طريق السيطرة على الأعلام و التغييب السياسى للشعب عن طريق تفريغ الحياة السياسية و أفسادها و جعلها حكرا عليهم و أحتكار أقتصادى عن طريق توزيع التركة المصرية فيما بينهم و ترويع أمنى عن طريق جهازا أمنى وظيفته فقط الحفاظ على ضمان بقاءهم فى السلطة و أخلاقيا عن طريق تسهيل الطريق أمام الشباب للفساد الأخلاقى و سهولة الحصول على المخدرات بجميع أنواعها حتى أن بؤر توزيع المخدرات أصبحت مشهورة للعامة و الخاصة حتى غير المتعاطين لها
و صدق المهندس الدكتور جسب الله الكفراوى حين وصف قادة هذه المجموعة بالراقص و الطبال و القواد أشارة منه إلى أنس الفقى و أحمد عز  صفوت الشريف
2) مجموعة مثقفة معارضة لما يحدث من تخريب للبلاد و كان يعيبها التشتت و عدم التوحد لأختلاف الأفكار مما كان يضعفها و يخفض من صوتها دوما و إن كان لها دور كبير فى الدعوة لثورة 25 يناير.
3) السواد الأكبر من الشعب المصرى و كان يعيش فى حالة لا نستطيع تسميتها الحقيقية و ذلك لتعقيدها فهى تتسم  بالتطنيش و تكبير الدماغ  و السلبية و محاولة السير بجوار الحائط بعدا عن المشاكل و لأحساسهم بأن التغيير صعب جدا و كأنه مستحيل و كانت حالتهم النفسية تتسم بالأحباط و كانت مجموعة المنتفعين تضغط عليهم يوما بعد يوما بغلاء للأسعار و استفزازات أعلامية و تزويرا لأرادتهم حتى أوصلتهم للأنفجار عند أنضلاق شرارة الثورة فى الخامس و العشرين من يناير
أول ما بدات الثورة فى يوم الخامس و العشرون من يناير أبلغ وصف يمكن به توصيف الشعب المصرى يومها أن الدهشة كانت تعم جميع فئاته و لم تكن دهشة أى من المجموعات بأقل من الأخرى و كانت صدمة المجموعة الأولى شديدة جدا لدرجة أنه لم يكن لديهم أى سيناريو لمواجهة هذا الغضب العارم الذى أنفجر من الشعب بجميع فئاته و طوائفه مما أثر على قرارتهم و خطواتهم و جعل أى محاولة منهم للألتفاف على ثورة الشعب مفضوحة و فاشلة و حتى المجموعة الثانية من المثقفين المعارضين لم يكونو يتخيلون أن تصل ثورة الشعب المصرى لهذه الدرجة
أما عن المجموعة الثالثة و التى تمثل السواد العظم من الشعب المصرى فأنقسمت إلى مجموعة كبرى تمثل غالبية الشعب لا تقبل أن تعود إلى ما قبل الخامس و العشرون من يناير مرة أخرى و مجموعة صغيرة ظلت منخدعة فى النظام السابق تدافع عنه مذركة الجميع بعقدة ستوكهولم من تعاطف المجنى عليه مع مختطفيه و كأنهم لا يصدقون أنهم على ابواب نيل حريتهم من الأستبداد و الظلم و لازالت هذه المجموعة تتقلص يوما بعد يوم نظرا لملفات الفساد التى تطرح يوما بعد الآخر و تساقط أوراق التوت عن النظام القديم حتى أنه بدأت تنتشر الأخبار عن مخالفات الرئيس المخلوع نفسه مما قلص هذه المجموعة كثيرا و لم يبقى منهم غير اقل القليل
و فى أيام الثورة أخرجت الثورة أجمل ما فى المصريين فعادت بهم إلى التكاتف و التآلف و أظهرت مدى يعشق هذا الشعب وطنه و كيف هو على أستعداد بالتضحية بالغالى و النفيس فداءا له و أجمل الصور التى تراها الآن تصارع الشباب على ألتقاط الصور مع مقشاتهم و عرضها على مواقع التواصل الأجتماعى أفتخارا بما يفعلونه لوطنهم
و من أجمل ما فعلته الثورة عندما تتصل بصديق أو قريب لك يعمل بالخارج و يخبرك كيف يسير الآن فى الغربة رافعا راسه قائلا أنا المصرى و كيف ينظر الناس فى الغربة له بعيون يملأها الأعجاب بمصريته
و لا أظن أننا سنتخلى عن هذا الأحساس الجميل الذى نشعره جميعا و سنحافظ عليه بأرواحنا و دمائنا
هنيئا لك مصر بأبناءك و هنيئا لنا بك
أنا المصري... كريم العنصرين
سليل المخلصين... المؤمنين
وحامي الأمّة في وقت الشدايد
وشقَّاق السِّكك للواردين
ودمّي ملك ليكم... أجمعين
أنا المصري
كريم العنصرين






Share